الجمعة، 27 سبتمبر 2013

الصيد في سريلانكا حكايةٌ أخرى!..


تراها فتخالها لوحة رسمت بريشة فنان، واحدة من أكثر المشاهد إبداعاً في صيد الاسماك، تقليد قديم في جميع أنحاء سريلانكا، حيث تراهم يجلسون لساعاتٍ على ركائز غير مريحة على أمل أن يصطادون شيئاً.





قد يكون هناك طرق عديدة لاصطياد الأسماك ولكن هذه واحدة محيرة للعقل، إذ يستخدم الصيادون ركائز متينة لصيد الاسماك، وهو تقليد قديم مارسته حوالي 500 عائلة صيد في جالي جنوب غرب سريلانكا وخاصةً حول مدينتي Kathaluwa و Ahangama.



على الرغم من أنه يبدو منظراً جميلاً لكنها عملية صعبة وغير مريحة، تراهم يقضون الساعات جالسين على لوحٍ رقيق معلق على الركائز على أمل صيد سمكة أو اثنتان بطول 5 سم، ومن ثم بيعها بحوالي 2 سنت للسمكة الواحدة، لكن الأمواج العاتية تبعد الأسماك الكبيرة، بحيث يصبح لديهم أصغر الصيد، ولكنه ثمن قليل يُدفع من أجل الحفاظ على تقاليد امتدت لقرون.


توقف الصيد بعد تسونامي عام 2004 والذي ضرب سريلانكا وغيرها من الدول المطلة على المحيط الهندي، ولكنها استأنفت بعد عودة الأمور إلى وضعها الطبيعي، منظر جميل مشاهدة الصيادين في محاولة التوازن بصعوبة على لوحٍ رقيق، ولكن كل هذا الجهد فقط للحفاظ على عاداتهم القديمة.


عادة يصيدون الأسماك أثناء الشروق والغروب وفترة الظهيرة، حيث يأخذ كل صياد موقعه على ارتفاع 2 م فوق الماء على العمود المغروس في قاع البحر.




يد تمسك بالركيزة وأخرى تمسك بقصبة الصيد، ويتم الاحتفاظ بالأسماك في كيس من البلاستيك مربوط حول الخصر، حيث استخدموا سابقاً أكياس منسوجة من أوراق جوز الهند، أما الآن فيستعملوا الأكياس البلاستيكية المهملة.


بجلوسهم على الركيزة فإن الأسماك تبقى حولهم لفترة أطول لعدم شعورها بالإزعاج، ولكنها مع الشباك وإذا شعرت بأحد فإنها قد لا تعود لفترة طويلة، وبالتالي فإن الصيادين ليس لديهم مانع في الجلوس لساعات طويلة للحصول على صيدهم، وفيما يبدو أنهم لا يستخدمون الطعم للصيد.
ليس معروفاً منذ متى تمارس هذه العادة، ولكن وفقا للوثائق الحكومية فقد بدأت بعد الحرب العالمية الثانية.
للأسف مثل هذه التقاليد مهددة بالإنقراض بسبب الاستغلال التجاري، وبسبب بناء فنادق قريبة من مناطق الصيد، وأيضاً وجود السياح الذي يؤدي إلى تعكير الأسماك وهربها.










ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق